في مدينة نابلس أم الصناعات، والتي اقترنت العديد من الصناعات المختلفة باسمها، مثل الكنافة النابلسية، والصابون النابلسي، وغيرها من الصناعات التي تمثل جزءً من هوية الشعب الفلسطيني وتاريخه، تواجه الصبانات المسؤولة عن صناعة الصابون النابلسيّ تحدي البقاء.
يقول صدام قدورة الذي يعمل موظفًا منذ 14 عامًا في صبانة طوقان، إن صناعة الصابون النابلسيّ بدأت منذ أكثر من ألف عام، وتراجعت في الآونة الأخيرة كثيرًا، حيث لم يبقى في مدينة نابلس سوى صبانتيّ طوقان والشكعة من أصل 70 صبانة وجدت قديمًا.
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbNMhQPAj9eKVFnoT8tNdeDccuNYouyv_Y3TD6kqmqLDakpig-NawoL0-vDFzvbA4TQkhSBf3PYdFKkNCXi3rZljSasHXCbjW8MnQfQsDV1GdWN0UeOEIo4sq3mvYj8SofJTFWu5yTVr8/s320/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%258A+%25D9%25A2.jpg)
ويؤكد قدورة الذي قابلناه في صبانة طوقان التي أسسها حافظ وعبد الفتاح طوقان عام 1872م، أن العمل أصبح صعبًا في ظل جهل الجيل الجديد بفوائد هذا الصابون وتراجع الطلب عليه، فصناعة الصابون النابلسيّ معرضة للخطر الآن وتُقتل تدريجيًا.
ويضيف قدورة الذي يعمل مع 20 موظفًا آخرين في الصبانة أن ظهور المنظفات الجديدة خاصة الرخيصة منها دفع الناس إلى هجر الصابون النابلسي متجاهلين فوائده الصحية العديدة، فهو علاج جيد لمن يعاني من إكزيما الجلد، والفطريات، وحب الشباب، كما أنه مفيد لمن يعاني من القشرة في فروة الرأس، ويساهم في تنقية الوجه وترطيب البشرة.
ويشير قدورة إلى أن صبانة طوقان تتحدى الاحتلال الذي يعيق ويؤخر مرور الصابون عبر المعابر بحجة تفتيشه، وتوزع منتجها إلى مدن الضفة الغربية، وإلى دول خارجية كالأردن الذي يستهلك 60% من إنتاجها، بالإضافة إلى دول أوروبية مثل ألمانيا، وسويسرا، وفرنسا، وإيطاليا.
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiybZyHuX2_eUf3TVadIQyKDgdv4qAHj5A3CRAmOEK0uV5Ow0fKHimaalmM-xn77v_Jw0Es2nYQ0cX11Gz3QUXZFbBqb6oqkMUkzTZamF0q3quWrhZxDTWtmHb17U20wVnVgLUobS7e7f8/s320/%25D8%25B5%25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586+%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%2586.jpg)
يذكر أن العديد من صبانات نابلس تعرضت للتدمير على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة خلال اجتياح المدينة في نيسان 2002، حيث تدمرت مصبنة النابلسي ومصبنة كنعان بالكامل، وتدمرت مصبنة أبوشمط ومصبنة المصري جزئيًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق